الميسر فى استيعاب التكامل الدولي وتطبيقاته فى واقع الاقتصادي العالمى

ان الاهتمام الكبير الذي استقطبه التكامل الاقتصادي الدولي على الصعيد الأكاديمي و مكانته في واقع الاقتصاد العالمي المعاصر وانتشاره الواسع في جل مناطق المعمورة, دفعنا للبحث في هذا المجال المعرفي من أجل أن نضع بين أيدي القراء الجامعيين المتخصصين وغير المتخصصين, طلبة كانوا أو أساتذة ما تمكن حول الموضوع. وقد حرصنا أن لا يكون هذا الكتاب المتواضع حبيس الجانب النظري فقط, لذا سعينا لتسليط الضوء على أهم تجارب التكامل الاقتصادي الاقليمي في العالم  والمتمثلة في الاتحاد الأوروبي والنافتا والآسيان والميركيسور مع التركيز على تحليل البيانات الخاصة بالعديد من المتغيرات الاقتصادية التي من شأنها أن تبين كيف تطورت هذه التجارب ومامدى نجاحها أو فشلها. اعتمدنا في عرض هذه النماذج الكبرى للتكتلات الإقليمية على أهميتها في الاقتصاد العالمي و التجارة الدولية و كذا درجة تقدمها في سلم التكامل الإقتصاد ومدى تأثيرها على توجهات النظام الاقتصادي الدولي. كما ارتأينا أن نخصص حيزا ولو ضيقا للحديث عن الإقتصاد الجزائري, ليس من زاوية التجارب التكاملية التي خاضتها وكانت طرفا فيها وإنما من زاوية تطور علاقاتها التجارية مع نموذج من النماذج الكبرى للتكامل الاقتصادي الاقليمي وقد وقع الاختيار على التكتل الأمريكي الشمالي (النافتا) حيث لاحظنا والله أعلم – في حدود اطلاعنا واحاطتنا بالموضوع- قلة الخائضين فيه والمتناولين له من جهة والرغبة في التعرف على فرص توثيق العلاقات الاقتصادية الجزائرية مع ثاني أكبر تجمع اقتصادي في العالم وتكتلات أخرى وذلك بحثا عن تنويع العلاقات الاقتصادية الدولية للجزائر وبالتالي الابتعاد عن التركيز المفرط لتلك العلاقات مع دول الضفة الشمالية للبحر المتوسط بصفة عامة وفرنسا بصفة أخص. وفي الجزء الأخير من هذا الكتاب, وضعنا تحت تصرف الطلبة الجامعيين مجموعة من مواضيع امتحانات محلولة لدورات سابقة ومتعلقة بمقاييس مختلفة كالتكامل الاقتصادي الدولي والمالية الدولية والشركات متعددة الجنسيات والإنتاج الدولي وندوة المالية وعمليات التجارة الدولية وذلك بهدف تمكينهم من التحضير الجيد والتدريب المتكرر والمستفيض قبل خوض الامتحانات الرسمية.