مستقبل التحديات الجيوستراتيجية الأوروبية للصعود الروسي في النظام الدولي

ظلت روسيا تواجه جملة من التحديات الخارجية وتحديات الاقتصاد العالمي والإرهاب الدولي والتي بحثت من قبل الباحثين والمختصين بشكل مستفيض, غير ان هذه الدراسات لم تركز على تحديات كبرى اخرى مثلث ومازالت تمثل تحدياً كبيراً أمام روسيا الاتحادية والتي من أهمها التحدي الأوروبي، لذا تأتي أهمية الدراسة في اختيارنا للموضوع لسد النقص في تلك الدراسات. ولأن القارة الاوروبية ودول الاتحاد تمثل تحدياً كبيراً ومستمراً أمام النفوذ ومحاولة الصعود الروسي، وأن التركيز على مجمل المتغيرات والتطورات التي استجدت على الاستراتيجية الروسية والتحولات التي جرت عليها، فضلا عن ردة الفعل الأوروبية  الرافضة للسياسات الروسية، وابراز اهم تحدٍّ طبيعي واجه روسيا ومازال, والذي يتمثل بجيوبوليتيك أوروبا الرافض للتمدد الروسي والذي ينطلق من الاعتبارات الجغرافية, والإرث التاريخي والسياسي السلبي الذي تركه الاتحاد السوفياتي في عموم دول اوروبا الشرقية، كما أن الدراسة أظهرت التأثير الامريكي على السياسات الاوروبية المعزز للرفض الاوروبي لأي تمدد روسي والتركيز ايضاً على دور صانع القرار الروسي والمتمثل بالرئيس فلاديمير بوتن. وبما يتمتع به من سمات شخصية وسيطرة تامة على مقاليد السياسة والاقتصاد والراتب العسكري في روسيا. وعلى الرغم من تلك المساعي الروسية بقيادة الرئيس فلاديمير بوتن لإزالة تلك المعوقات والكوابح ومعالجة التحديات؛ تبقى اوروبا التحدي الكبير بحكم القرب الجغرافي والمصالح المتقاطعة في كثير من الملفات مثل الازمة الاوكرانية, وأزمة جورجيا, وازمات الاغتيالات السياسية التي تنفذها روسيا في داخل الاراضي الاوربية من جهة, ومن جهة اخرى توسيع حلف الشمال الاطلسي ونشر الدرع الصاروخي والعقوبات الاوروبية على روسيا, والصورة النمطية الثقافية للمجتمعات الاوروبية بالضد من روسيا نتيجة سياسات الاتحاد السوفياتي آنذاك, والتي خلفت ردة فعل حقيقية تتمثل بعدم مقبولية توجهات روسيا الجديدة. وعليه تبقى اوروبا التحدي الكبير بحكم كل ما ذُكر, وبعدها حصان طروادة للولايات المتحدة الأمريكية في مراقبة ومحاصرة روسيا وتقليل حركتها وفاعلية سياساتها الخارجية.